"إيران إنترناشيونال": قلق فرنسي من اختفاء شاب خلال رحلة سياحية بطهران

"إيران إنترناشيونال": قلق فرنسي من اختفاء شاب خلال رحلة سياحية بطهران
قوات الأمن الإيرانية- أرشيف

عبّر مصدر دبلوماسي فرنسي، الأحد، عن قلق بلاده البالغ إزاء اختفاء شاب فرنسي- ألماني يُدعى لنار مونترلوس (18 عامًا) داخل الأراضي الإيرانية، خلال رحلة فردية بالدراجة الهوائية، بدأت منتصف يونيو الماضي، وتهدف لعبور 35 دولة خلال 400 يوم، في مغامرة استباقية قبل التحاقه بالجامعة.

وأكد المصدر أن مونترلوس فقد الاتصال مع عائلته بشكل مفاجئ منذ نحو 3 أسابيع، بعد دخوله إيران، مشيرًا إلى أن السفارة الفرنسية على تواصل مستمر مع عائلته، وتُتابع باهتمام بالغ تطورات القضية، وسط تخوفات من أن يكون الشاب قد اعتُقل على أيدي الأجهزة الأمنية الإيرانية، في إطار ما وصفه المصدر بـ"سياسة احتجاز الرهائن التي تتبعها طهران ضد مواطني الدول الغربية"، بحسب ما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال".

وأشار المصدر إلى أن الشاب كان قد نشر على حسابه في منصة "إنستغرام" تفاصيل مشروعه الطموح: رحلة بالدراجة تمتد 35 ألف كيلومتر، يمر فيها عبر أوروبا وآسيا الوسطى وصولًا إلى الشرق الأقصى، ضمن ما أسماه "رحلة لاكتشاف الذات والطبيعة والشعوب".

تزايد المخاوف من اعتقاله

تزايدت المخاوف مع تداول منشورات على منصات التواصل الاجتماعي تطالب بالمساعدة في تحديد مكان الشاب المختفي، في ظل صمت السلطات الإيرانية وعدم وجود أي تصريح رسمي بشأن مصيره حتى الآن.

ولم تؤكد الحكومة الفرنسية ما إذا كان مونترلوس قد أدرج ضمن المعتقلين الأجانب المتهمين بالتجسس في إيران، كما لم تردّ طهران على استفسارات متكررة في هذا السياق، الأمر الذي يعمّق من حالة الغموض والقلق الدولي.

وتتزامن هذه القضية مع استمرار احتجاز مواطنين فرنسيين آخرين في إيران، أبرزهم سيسيل كولر وجاك باري، المحتجزان منذ العام الماضي، واللذان تتهمهما السلطات الإيرانية بالتجسس لصالح إسرائيل، وهي تهم قد تؤدي إلى الإعدام وفقًا للقانون الإيراني.

"دبلوماسية الرهائن"

اتهم الدبلوماسي الفرنسي النظام الإيراني بانتهاج سياسة ممنهجة لاحتجاز المواطنين الأجانب كوسيلة ضغط دبلوماسي، وقال إن السلطات الإيرانية تتعمد استهداف السياح والمارة الغربيين، واحتجازهم في ظروف قاسية وغير إنسانية، تصل إلى حد التعذيب، في انتهاك صريح للمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأكد المتحدث أن باريس وجّهت تحذيرات متكررة لمواطنيها بعدم السفر إلى إيران، وجددت الدعوة لجميع الفرنسيين الموجودين حاليًا في إيران بمغادرتها فورًا، نظرًا لارتفاع خطر التعرض لـ"الاعتقال التعسفي".

وتشير منظمات حقوقية دولية إلى أن احتجاز الأجانب في إيران بات أداة ضغط مألوفة يستخدمها النظام الإيراني في تعامله مع الغرب، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين طهران والعواصم الأوروبية بسبب الملف النووي الإيراني والدعم العسكري الروسي في أوكرانيا.

وتتهم جهات عدة النظام الإيراني باتباع استراتيجية "دبلوماسية الرهائن" عبر احتجاز مواطنين غربيين بشكل تعسفي، في محاولة للمقايضة السياسية أو استعادة أصول مجمّدة، وهي ممارسات تنفيها طهران، التي تقول إن الموقوفين متهمون بارتكاب جرائم حقيقية على أراضيها.

خلفية سياسية معقّدة

تأتي هذه القضية في وقت تشهد فيه العلاقات بين إيران وفرنسا توترًا شديدًا، حيث سبق أن استدعت باريس السفير الإيراني مرات عدة، احتجاجًا على احتجاز مواطنيها وتعامل طهران معهم خارج إطار القانون، كما تزايدت المطالبات داخل الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران بسبب سجلها الحقوقي، وقضايا احتجاز الأجانب بشكل خاص.

وتضع السلطات الفرنسية قضية الشاب المختفي ضمن إطار التهديد الأمني المتصاعد في إيران، مشددة على أنها تتابع تطورات الملف عن كثب، ولن تدّخر جهدًا للكشف عن مصيره وضمان سلامته.

وتختم مصادر دبلوماسية فرنسية حديثها بالتأكيد على أن "السفر الفردي إلى دول تُعرف بسجلها السيئ في حقوق الإنسان يجب أن يخضع لأقصى درجات الحذر"، داعية الشبان الأوروبيين إلى عدم المجازفة بحياتهم في مغامرات غير مدروسة في مناطق يُحتمل فيها تعرضهم للاعتقال أو الاستهداف، وخاصة في دول تعاني من توترات سياسية ودبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية